الخميس، 11 يوليو 2013

11- رسالة إلى صديقتى




صديقتى العزيزة والمقربة إلى قلبى:
الآن وأنا أكتب لك هذه الرسالة أدعو من الله أن تتمكنى من قراءتها وتفهمى يقيناً أنك المقصودة بها، يمنعنى كبريائى أن أواجهك بالحقيقة ربما لأنى لا أريد أن أخسرك نهائياً، أو ربما لأنى لا أريد أن أراك وأسمع مبررات لن أقتنع بها.

أنتِ يا صديقتى حتى هذه اللحظة من أقرب الأشخاص إلى قلبى، أحبك كثيراً وأثق بك إلى أقصى الحدود، أتمنى أن أراك دوماً رغم أنى موقنة بأنه ليس شعور متبادل بذات القوة، حينما أحادثك من فترة لآخرى لا أشعر في نبرات صوتك بالشوق ذاته الذى يشتعل في صوتى، وحينما أخبرك أنى أريد رؤيتك أتوقع الكثير من الأعذار التى لا تنتهى حتى من قبل أن تقوليها، ولكن لا بأس يا صديقتى أبرر لك كل هذا وأعرف أنك منشغلة.

أتذكر كثيراً كلماتك، وأراكِ في مخيلتى لأظل أشتاق لك يوماً بعد يوم، أنا أعرف يقيناً أنك تحبينى ولكن ليس كما أحبك مطلقاً، أراك الأقرب دوماً وترينى مجرد بديل حينما تفرغين، ورغم أنى لا أبال بذلك لمعرفتى أنها حال جميع القلوب أنها دوماً تعطى أكثر مما تأخذ، ولكن رغم ذلك عزيزتى يجتاحنى ألم شديد في قلبى لم ينجح أي مسكن في أن يهدأه، إنه الألم الأقسى على الإطلاق.

أجل أتألم وأنا أراك رغم محبتى الكثيرة لكِ لا تعيرينى أي اهتمام، أتألم وأنا أراك كل يوم تنزلينى درجة بعد آخرى من قائمة أصدقائك، حتى أنى أتوقع أنه في القريب قد تنهين صداقتك بى.
لن تفهمى مطلقاً شعورى وأنا أراك تبعدين خطوة بعد آخرى، أراقب كل ذلك بصمت والابتسامة على وجهى غير قادرة على قول أي شئ وأنتِ مشغولة مع الجميع متناسيانى تماماً.

صديقتى أعلم يقيناً أنك تقتربين أكثر إلى منافسينك الذين يحاربون باستمرار تريدين أن تعبريهم جميعا، أعلم ذلك يقيناً لأن روحك المنافسة هى من تدفعك دوماً للأمام، أعلم هذا لأنى أعتدت دوماً أن أراقبك من على بعد وأنا صامتة، أراقب تقدمكم معاً في هذا السباق المميت دون تردد.
أنتِ لن تفهمى أبداً الألم في أن أظل مكانى، وأراقبكم تتقدمون دون أن يلاحظنى أي منكم، مزيج من ألم المرارة وألم التجاهل وألم الفشل.
أدفعكم دوماً للاستمرار محدثاكم عن الأمل فتتمسكون به وتركضون جميعاً مبتعدين عنى.

صديقتى لقد اكتفيت من كل هذا، منذ هذه اللحظة سوف أعتبرك منافستى أنتِ وكذلك جميع منافسينك، لن أخسر من أي واحد منكم، ومهما كنت بعيدة الآن فسوف أركض أسرع منكم جميعاً واجتازكم الواحدة تلو الآخرى.
صديقتى المقربة إلى قلبى منذ هذه اللحظة سوف تجدينى منافسة لا يستهان بها، منافسة بروح الصداقة، ربما تكون هذه هى الطريقة لنعبر الحياة معاً.

إليكِ أنتِ فقط يا صديقتى هذه الرسالة، اكتبها والألم الذى يجتاحنى يتقلص تدريجياً بروح المنافسة التى بدأت الآن، منذ هذه اللحظة لن تجدينى في مكانى متلهفة في انتظارك حينما تفرغين قليلاً، فأنا أيضاً لم أعد أمتلك الكثير من الوقت.

صديقتى العزيزة أنتِ الآن منافستى القوية التى أطمح بهزيمتها، انتظرينى قليلاً وسوف أتى إليك، وهكذا سوف نكمل معاً. 


 صديقتك الوفية ومنافستك القوية ،
  Dina

هناك تعليق واحد: