الأربعاء، 3 يوليو 2013

3- أمل وآلم



هل تعلم يا صديقى مدى الألم الذى يعانى حينما تعيش بدون حلم يدفعك للأمام ؟!
بالطبع يعلمه الجميع، نحن في هذه البلاد ولدنا وربينا على ألا يكون لنا أي حلم نعليش من أجله !

أتذكر جيداً حينما كنت طفلة أظن في التاسعة أو العاشرة من عمرى، كنت أتحدث بحماس شديد لأمى أن حينما أصبح وزيرة للتربية والتعليم، يجب أن يتم تغيير أسلوب التدريس، وأسلوب الامتحانات، والأهم أسلوب ايصال المعلومة للطالب، كنت في شدة الحماس وأنا أبدى الاقتراحات لدرجة أفزعت أمى لتصرخ بى قائلة: لا يجب أن تفكرى أن تكونى وزيرة، هذا ليس طريقنا ولن تصلى إليه أبداً.

إنه آلم قاتل يحرق القلب تماماً حينما تعيش بدون أي بادرة حلم للمستقبل.

ولكن من منكم أصدقائى يعلم ألم أن تعيش بحلم دون أدنى أمل في تحقيقه، حلم يملأ كل جوانحك وعقلك، أجل حلم يسيطر على كل كيانك، ويدفعك دفعاً باتجاهه، ويقيناً بداخلك تثق أنك لن تحققه.

هل تعلم معنى أن يكون لديك حلم منذ أن كنت طفلاً صغيراً، ويكبر معك يوماً بيوم ؟!
كل يوم يمر بحياتك يكبر الحلم، وينمو، ويتخلل كل خلية من خلاياك حتى يصبح حلم العمر كله!
هل تمتلك يا صديقى مثل هذا الحلم ؟!
ماذا لو كنت تمتلكه وبقوة امتلاكك له تمتلك اليقين القاتل أنك لن تصل إليه يوماً ما ؟!

إنه ألم قاسى، ألم معرفة الحلم وعدم الوصول إليه، ربما يكون أيضاً من الأهون أن تعيش بدون حلم على أن تعيش بحلم دون أمل في تحقيقه.

هل شعرت يا صديقى بالمرارة الناتجة بأن يكبر حلمك داخلك كل يوم، ويقل أملك بكبر حلمك ؟!
هل حاولت أن تتخلى يوماً عن حلمك حتى يخف ألمك ولكن دون جدوى من اقتلاع حلم قد تخلل كل خلية من خلاياك ؟!
هل شعرت يوماً بالصراع بداخلك بين حلم يكبر وألم يضمر بمرور يوماً بعد يوم ؟!
كيف تشعر وأنت ترى حلمك الذى من المفترض أن يكون طريقاً لسعادتك ومستقبلك، يتحول إلى طريق لشقائك ؟!

أجل إنه حقاً ألم قاتل أن تعيش بحلم دون أدنى أمل في تحقيقه.

صديقى هل فكرت يوماً أن تتمسك بالأمل رغم كل شئ من أجل أن تستطيع أن تعيش ؟!
هل شعرت بالمرارة حينما تصحو كل يوم تبث الأمل في نفسك بأنك تستطيع تحقيق حلمك، وليلاً يموت الأمل مجدداً مع نهاية يومك ؟!
هل جربت يوماً أن تجدد الأمل تكراراً وتكراراً حتى لا تتخلى عن حلمك، وبداخلك تعلم أنه بلا جدوى ؟!

ربما يكون الأمل المتذبذب هو أقسى وأكثر إيلاماً من فقدان الأمل في حلم ما.

دعنى أوجه السؤال لكَ مرة آخرى،
هل تعلم يا صديقى ألم أن تعيش بحلم دون أمل، وتوهم نفسك كل يوم بأمل أنك تستطيع الوصول إليه دون أدنى دليل على ذلك فقط من أجل أن تجد مبرر لكى تعيش ؟!
أتمنى حقاً أنك لا تعلمه يا صديقى.

                                                       
Dina
3-7-2013

هناك تعليق واحد:

  1. المشكلة يا صديقتي أن نظرتنا للأمر هي ما تجعله مؤلمـًا لهذا الحد !
    لا تعتبري حلمك سيكون سبب إسعادك، فقد تضيعين نفسك في الطريق نحو ذاك الحلم وتجدين أن سعادتك ليست هناك أصلاً!

    لا تتألمي لمجرد أنك مقتنعة أنه لا يوجد أدنى أمل في تحقيق حلمك، وتبذلين جهودًا لإقناع نفسك بوجود أمل ! استغلي ذلك في السعي نحوه !

    استمتاعك في الطريق نحو حلمك هو ما سيجعلك سعيدة حين تحقيقه، وإن لم تحقيقه يكفيكِ فخرًا أنك لم تستلمي وظلت أحلامك براقة أمامك !

    أخرجي الألم من المعادلة، وجوده هنا لهذا السبب مُعيق، وغير مُقنع !

    ردحذف