الجمعة، 5 يوليو 2013

5- هدية أمى ~ فانوس رمضان




هل تعلم ماهو تاريخ اليوم ؟!
أجل بالطبع إنه الخامس من يوليو عام 2013.
لكن هل تعلم ما هو التاريخ الهجرى ؟!
بالطبع إنه السادس والعشرون من شعبان عام 1434.

أجل صحيح إذاً فقد لاحظت أنه تبقى عدة أيام قليلة على شهر رمضان الكريم، أجل لقد اقترب الشهر الفاضل بأيامه المباركة الروحانية، أجل لقد اقترب رغم أن البلاد تعج بفتنة طائفية.
وللآسف الشديد بسبب أحداث البلاد العنيفة التى نتعرض لها افتقدت الطرق أغلب مراسم احتفاليات شهر رمضان التى تظهر كل عام بشهر على الأقل.
أجل للآسف أمر محزن أن يتقاتل الناس في شهر حٌرم فيه القتال، شهر وٌجد للعبادة ينتظره المسلمون كل عام بفارغ الصبر، ويتناسى فيه الجميع هذا منخرطين في فتنة لا يعلم الله متى تنتهى.
أتمنى من الله أن تهدأ النفوس في الأيام القليلة الماضية.

بالعودة لاقتراب شهر رمضان دعونا نعود بالذاكرة للماضى، الماضى البعيد الجميل حينما بدأنا نكبر ونستوعب، لم يكن يأتى رمضان إلى بيتنا إلا حينما يأتى فانوس قبله، وكنت أداوم على اللعب به قبل السحور دوماً وبعد الفجر حتى تشرق الشمس، كانت هديتى الغالية كل عام بالطبع، وكانت الدليل أن شهر رمضان قادم في الطريق.

لا أتذكر جيداً متى توقفت أمى عن احضار فانوس لى، ربما بعد انتهاء الإبتدائية أو حينما شعرت أمى أنى قد كبرت ولم أعد أحتاج لفانوس من أجل أن أعرف أن رمضان قادم لنا في الطريق أوألعب به كما كنت طفلة.
انقطعت الهدية الغالية التى كانت تأتينى كل عام مع قدوم الشهر الكريم.

الآن قبل رمضان بأسبوعين بعد مرور أحد أو اثنا عشر عاماً بالتقريب على آخر فانوس قد أتى لي، فؤجيت بهدية من أمى لم أتوقعها مطلقاً، فانوس لشهر رمضان.
لم أصدق عينى مطلقاً وأنا أراه على السفرة في الصالة وأسأل أمى مندهشة: أهذا لى ؟
فتجيبنى مبتسمة: أجل إنه لك، ألم يعجبك ؟!
في هذه اللحظة عاد بى العمر عدة أعوام للوراء، وشعرت بالفرحة ذاتها التى كنت أشعرها حينما كنت صغيرة ويأتى الفانوس معلناً قدوم شهر رمضان.
نشوة الفرحة ذاتها وأنا أدير الزر لأسمع الأغنية المسجلة "وحوى يا وحوى اليوحا، وكمان وحوى اليوحا، ياقمر طالع اليوحا، بفانوس والع اليوحا" أشعرتنى كأن العمر لم يفت لحظة واحدة منه.

لا أدرى حقيقة هل هى مصادفة أن تقدم لى أمى هذه العام فانوس لتذكرنى أن رمضان قادم في الطريق بالطريقة الماضية لأن البلد مشغولة بفتنة أنستها الشهر الكريم.
أم أن أمى تعمدت ذلك لأنها شعرت أن البلد متناسية فأرادت أن تنشر الفرحة بأي وسيلة آخرى حتى لو عادت إلى الأسلوب التى كانت تستخدمه حينما كنا صغاراً

فانوس رمضان هذا العام وبعد انقطاع أكثر من عشرة أعوام له مكانة خاصة لدىً، وطعم لطفولة لم تنتهى، ولمسة حانية من أمى.

كل عام وأنتِ بخير يا أمى .
كل عام وأنتم جميعاً بخير.
ورمضان كريم.



Dina  
5-7-2013




هناك 3 تعليقات:

  1. علي فكرة أنا عندي 30 سنة ومتمسكة أن جوزي كل سنة يشتري ليه فانوس..

    الحياة بتمنحنا هدايا وأجمل الهدايا اللي بتجيلنا عن طريق أهلينا..ربنا يحفظلك مامتك يارب..وكل سنة وانتي طيبة وبخير

    ردحذف
  2. تصدقي أول ما قرأت إن أمك جابتلك فانوس السنة دي أجاني نفس الشعور اللي بيجيلي لما يحصل في فيلم بتابعه twist
    مفاجئ في الأحداث !!! و يحصل حدث مغاير لتوقعاتي ..

    كنت بقرأ التدوينة و متوقعها راح تستمر في الحكي عن أيام الطفولة و كيف إن رمضان بيفقد الكثير من معانيه "الطفولية" لما الإنسان بيكبر .. و لكنك أو بالأحرى أمك فاجأتني و أنا مجرد قارئ :)

    عموما .. رمضان كريم عليك و ع أهل مصر كلهم و علينا ..

    و تحية لأمك .. و ربنا يحفظها لك و يمد في عمرها ..

    ردحذف
  3. أول ما ورد في خاطري عندما قرأت أن والدتك أهدتك فانوس مرة أخرى
    انها تشعر بحاجتك إليه ، أن روحك تحتاجه، كأن جزء من طفولتك لا بد أن يعود

    حفظ الله أمك وحفظكِ لها

    ردحذف