السبت، 27 يوليو 2013

25- مريم

مريم هى طفلة ذات خمس أعوام وعدة أشهر، هي كيان يبلغ في قلبى مكانة لا تقاس أبداً بسنوات عمرها التى يتجاوز بالكاد صوابع اليد الواحدة، ربما لن أبالغ حينما أقول أنها الفرد الأهم في حياتى على الإطلاق.

كانت البداية يوم الثامن من شهر ديسمبر عام 2007، حينها وُلدت مريم وقدمت للدنيا، من قبل أن تأتى كنت أعلم أنى سوف أحبها لسببين هاميين، أولهما أنها فتاة وأنا أعشق الفتيات بصورة خاصة، وثانيهما أنها ابنة خالى الأقرب والأحب إلى قلبى منذ أن كنت طفلة، ولكن حين وُلدت لم أتخيل مطلقاً أنها سوف تحتل في قلبى تلك المكانة أبداً.

مريم كانت أكثر طفلة أعرفها انطوائية وغير راغبة بتاتاً على الإندماج مع البشر، كانت حينما ترى أحد تصرخ وتبكى وترفض الابتعاد عن والدتها حتى لو كان هذا الشخص هو أقرب المقربين، حقيقة خلال أول عامين بدا الأمر مملاً جداً بسبب أسلوبها في التعامل.

مريم هى أول كائن أثبت لى هذا المبدأ التى أحاول إتقانه الآن قدر الإمكان " أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم"، تلك المثابرة على التعامل والتواصل معها جعلتنى الآن أقرب واحدة إليها بدون منازع على الإطلاق.

حينما تتعامل مع طفل عليك أن تتعامل معه بكل أمانة وصدق، هذا هو المبدأ الثانى الذى تلقيته من مريم، إياك أن تكذب على طفل أو تعده بشئ لا تنفذه أو تعتذر عنه مهما تكن الأسباب سوف تفقد ثقته نهائياً، كان الأمر عادياً في تعاملى معها، كنت أعاملها بصدق لأنى أعاملها كإنسانة كاملة لها كينونة في هذا المجتمع، ولكن أن يترسخ الأمر بذهنها حتى تتخذ يوماً موقف أكبر من سنها أمام شخص لا تعرفه بصورة وثيقة رغم خجلها لتخبره بمنتهى الصرامة حينما يخبرها أنى قد كذبت عليها: " دندونة لم تكذب على يوماً، لماذا تفعل ذلك الآن".
بصدق لا يجب عليك أن تستهن يوماً بطفل.

كانت هى أول من منحتنى اسم "دندونة" حتى أصبح الاسم الرسمى لى عند أسرتها كلها، ومن الطريف في الأمر أنها حينما كانت صغيرة كانت تعتبر "دينا" شخصية منفصة تماماً عن "دندونة".

أكثر ما يثير عواطفى تجاهها حينما تتسلل لتحضنى وتخبرنى أنها تحبنى أكثر من أي شخص آخر قد عرفته، أثق الآن يقيناً أنها تمتلك مكانة مميزة لدى لا ولن يمتلكها غيرها، ويوماً ما سوف تشعر بهذا رغم ثقتى بها وبذكائها أنها تشعر به منذ الحين.

مريم ~ أحبك من كل خلية من خلايا قلبى.


Dina ~ 27-7-2013
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق