الأربعاء، 10 يوليو 2013

10- حياه آخرى

 

ابتسم عادل وهو ينظر لها ممسكاً بيديها، ابتسم ابتسامة مشرقة تفتح جميع أبواب الحياة، ربما كانت ذات الابتسامة التى ابتسمها لها في ليلة زفافهما منذ خمسون عاماً.
أغمض عينيه وهو يتذكر ذلك اليوم، يوم تزوج حياه لتصبح حياتهما كقطعة من الجنة أرسلها الله لهما على الأرض، كانا معاً دوماً سواء حينما يتعرضان لشئ مفرح، أو حينما تهزهما مصيبة ما، اعتادا الوقوف معاً لمواجهة كل شئ بابتسامة مشرقة وأمل لا ينتهى.
أنه يتذكر جيداً يوم زفافهما يوم أن تواعدا أن يكملا الطريق معاً وإلى النهاية.

لقد مرت الآن سنوات عمرهما وهما معاً، ولكن ليس عليهما أن يخافا من شئ فمازال أمامهما الكثير ليفعلانه، مازالا بحاجة إلى أن يبقيا معاً ممسكين بيدى بعضهما ليستمرا حتى النهاية.

ابتسمت حياه بحنان وهى تتأمل التجاعيد التى تملأ وجه زوجها عادل، لقد مر بهما الكثير معاً، اختلفا كثيراً واتفقا أكثر، ورغم ذلك لم يبتعدا يوماً عن بعضهما، عاشا حياة طويلة معاً.
نظرت بعينيه دون أن تتحدث ولكنها تعلم يقيناً أنه قد فهم ما تريد قوله، لأنها رأت في عينيه أيضاً رفضه بتصميم على ما تفكر به.
 
 أرادت منه أن يتركها ولكنه رفض تماماً، إنها تعلم أن أيامها أصبحت معدودة وسوف تترك هذه الحياة وترحل قريباً جداً، هذا ما أجمع عليه الأطباء أن حياتها انتهت، ولكنها لا تريد أن ينتهى حياته أيضاً.

ضحك بصفاء ليقطع أفكارها قائلاً وهو يشد على يديها: عزيزتى ما تزال هناك حياة آخرى لنعيشها معاً في السماء.
ابتسمت حياه وهي تهمس بحب: بلى هناك حياة آخرى سوف نبقيها معاً.

  Dina

هناك تعليق واحد: