الأحد، 21 يوليو 2013

21- ادمان مختلف



أنا عاشقة للأنمى، ولست عاشقة عادية، أنا عاشقة من نوع خاص لن يتواجد مثلى في هذه الحياة.
يعرفنى أصدقائى كمجنونة للأنمى، ولمن لا يعرفنى فهنا أعترف أنا مدمنة بصورة لن يصدقها عقل في هذا الواقع، ولكن هذا شئ لا يهم اطلاقاً فالأنمى قد عبر بى جميع حدود المكان والزمان ونقلنى إلى عوالم مختلفة، فلم أعد مرتبطة بقوانين الواقع.

لم تكن البداية الآن كانت البداية منذ أربع عشر عاماً مضت حينما شاهدت الأنمى المدبلج لأول مرة وتعلقت به، واستمررت على تعلقى به خمس سنوات، وفجأه كانت اللحظة التى فتحت أمامى بوابة الأنمى اليابانى حينما أدخلنا النت إلى المنزل،واستمررت حتى هذه اللحظة، وما يزيدنى الزمن إلا تعلقاً وأملاً وحباً لهذا الادمان المحبب جداً إلى قلبى.

في هذا العام من رمضان قررت أن أجعله مختلفاً لهذا قررت أن أوقف الأنمى طوال الشهر، ولم يكن القرار سهلاً أبداً كما يتوقع الكثيرون.

هل تعلم يا صديقى الألم الناتج عن سحب المخدر من جسم الإنسان ؟
هذا ما أعانيه الآن تماماً، أتألم كل يوم أكثر مما قبله رغم أن جدياً لا أمتلك أي وقت فارغ لدى، فعلت كل شئ لاشغال وقتى، ولكن لم أستطع اشغال عقلى وقلبى بعيداً عن الأنمى، ما زال هناك جزءاً منهما متعلق به تماماً وغير مصرح لأي شئ كان أن يدخل إلى هذا الجزء غيره، هذا الجزء يتألم باستمرار ويطالب بجرعة لتحسين الألم الذى أصبح لا يطاق.

حاولت مراراً وتكراراً أن أشغل هذا الجزء بهوايات آخرى كالقراءة مثلاً ولكن لم يسكن الآلم سوى يوم أو يومان، أسهر كل يوم أستمع لشارات الأنمى العربية وأشاهد ألبومات الصور ومقاطع من اليوتيوب، حتى أنى وضعت شارات الأنمى كنغمات لموبايلي لأسمعها في كل لحظة، وكل هذا بلا جدوى مجرد مسكنات قصيرة المدى للألم.

اليوم مر اثنا عشر يوماً بدون أنمى، وبدأت الدخول في مرحلة من مراحل الإكتئاب، الآن فهمت الحقيقة كاملة الأنمى هو مايساعدنى على الاستمرار باسمة متحدية جميع ضغوط الحياة، أنا لست حزينة بصورة كاملة على هذه الحالة التى وصلت إليها، فأقلها أنا أعرف سبب ما أمر به، ورغم ذلك لا أنوع التراجع عن قرارى وهو ألا اشاهد أنمى طوال صيامى في شهر رمضان.

ولكن بالتفكر الآن وجدت الأسوأ حينما ظننت أن إيقاف الأنمى فرصة لأجد الوقت الكافى لأفعل ما أريد باعتبار أن نصف الوقت وأحياناً أكثر يُصرف على مشاهدته، ولكن اكتشفت كم كنت مخطئة، فالأنمى هو ما يساعدنى على الاستمرار وتنظيم نصف الوقت الآخر حتى لو لم يكن كافى، وبايقاف الأنمى لا أستطيع إنجاز أي شئ مما خططت.

والآن فهمت وربما يفهم أيضاً أصدقائي وعائلتى الذين أقنعونى أن الأنمى مجرد فراغ أنى مدمنة حقيقية له ولا يوجد أي بديل له على الإطلاق في حياتى.
أجل أنا مدمنة حقيقية ولكن لا أرغب في العلاج إطلاقاً.


Dina


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق