السبت، 20 يوليو 2013

20- اعمل ما تحب



"احبب ما تعمل، حتى تعمل ما تحب"

حينما كنا صغار كانت تتردد هذه المقولة على مسامعى دوماً، أتذكر جميع الكبار وهم يرددونها لى مراراً وتكراراً حينما أشتكى من أمر ما، أو عمل ما علىَ القيام به، أخبرهم باستمرار أنى لا أحب ذلك وتكون الإجابة ذاتها في كل مرة وبدون تردد إن أحببتيه، فسوف تعملين بعد ذلك ما تحبين.

بعد مرور سنوات أستهلكتنى للتفكير في هذه المواقف وتأملي في هذه المقولة، أجدنى أضحك ببلاهة وأنا أفكر بها، حسناً نحن لا نمتلك مشاعرنا حتى نجبرها على أن تحب أو تكره، وحتى إن استطعنا أن نجبرها على الحب فسوف يكون حباً زائفاً غير نابع من القلب ولن يحقق المراد.
ولكن لنفترض معاً وجود هؤلاء المتحكمون في عواطفهم والذين سوف يجبرون قلوبهم على محبة ما يعملون، فإن أحببت ما تعمل حقاً فسوف تستمر به بالطبع، فكيف حينها قد تتركه لتعمل ما تحب ؟! أم أن المفترض أن تترك الأمر بعد أن تحبه لتجد أمراً آخر تعمله بحب.

المقولة كلها خاطئة وغير منطقية ولم أستطع أن أستوعبها منذ أن كنت طفلة حتى هذه اللحظة، بالعكس أنا أرى إن كان الناس تصر على هذه المقولة فيجب أن تقولها بهذه الطريقة:
"أحبب ما تعمل حتى تقنع نفسك أنك تعمل ما تحب"

هذه المقولة المرسخة في الثقافة المصرية بحاجة إلى إزالة نهائياً وليس تعديل فقط، ولن أبالغ إن قلت أن كسل المصريين واهمالهم في البحث عن أحلامهم وايجاد الأعمال المناسبة التى تحقق لهم الرضا والسعادة، وخضوعهم بالمتواجد حتى لو كانوا يبغضونه أو لا يلائمهم من الأساس، كل هذا هو المسئول عن اختراع مثل هذه المقولات التى تساعد على زيادة استسلام للواقع مهما كان سيئاً وعدم بذل أي محاولة لتغييره.
وربما منذ أن بدأت مثل هذه الأفكار تترسخ فى عقول المصريين، وتنقلها الآباء للآبناء بدأت البلد تنحدر كل يوم من سئ إلى آسوأ.

ولهذا نصيحة أقدمها إلى كل شاب وفتاة، رجل وإمرأه، وللأطفال خاصة لا تحاولوا أن تجبروا أنفسكم على أن تحبوا ما تعملوا متآملين أن وقتها سوف تعملون ما تحبوا، بل عليكم أن تبحثوا حقاً على العمل الذى تحبونه ويميل إليه قلوبكم، ابحثوا عنه حتى لو بذلتم في ذلك كل عمركم فسوف تعيشون بكل سعادة حينها بدلاً من الخضوع والاستسلام للواقع المرير.


Dina



هناك تعليق واحد:

  1. سأقول لكى رأيى الشخصى
    ربما تكونى محقه فى أن كل إنسان يجب أن يعمل ما يحبه
    لأنه سيبرع فيه ليس فقط لمنفعته الشخصيه
    لكن لمنفعه المجتمع ككل

    فإذا كنا نعيش فى مجتمعات لا تهتم بوضع الشخص المناسب فى المكان المناسب
    إذا عبئ البحث عن المكان المناسب يقع عليكى وحدك !!

    وإذا كانت الظروف الإجتماعيه لا تسمح لكى بأن تتحملى رفاهيه البحث عن المكان المناسب
    إذن سترضين بأى مكان نظراً لوجود مسئوليات لابد من الوفاء بها

    شخصياً أحترم أى شخص يعمل حتى لو كان لا يحب عمله
    ولا أحترم أى عاطل أمامه فرص عمل لا يحبها فيترفع عن ممارستها
    ليبقى عاطلاً

    الفكرة لدى
    ألا يمنعه إتقان عمله الذى لا يحب
    من أن يسعى وراء العمل الذى يحب !!!

    ردحذف