الثلاثاء، 23 يوليو 2013

23- عن الصداقة أتحدث



المعذرة إن كان العنوان قد ألهمك لشيئاً تتوقع أن تجده هنا بين جوانب مدونتى، ولكن أنا لن أتحدث عن الصداقة التى تتصورها ليس لأنى لا أريد، بل لأنى لا أستطيع استيعابها حتى هذه اللحظة، أما عن هذه المدونة فهى مجرد محاولة لفهم طريق الصداقة الحقيقية.

بداية: هل تمتلك أنتَ صديق ؟ وهل تستطيع أن توصف علاقتك به جيداً ؟!
المعذرة يا عزيزى قبل أن تجب، عليك أن تفهم أنى لا أتحدث هنا عن زملاء دراستك أو عملك أو رفقائك التى أختارتهم لك الحياة وتستمر معهم.
بل أتحدث هنا عن الصديق التى يتوافق معك في الكثير، ويختلف معك في الأكثر، ومع ذلك تحاربوا بكل قوتكم لكى تحافظوا معاً على هذه العلاقة، ربما لا تتحدثان يومياً ولا تتقابلان بصورة دورية ولكنه صديق بل وصديق مقرب جداً.

بدأ الأمر يلفت انتباهى حينما صادقت مجموعة من الفتيات هم كنوز حقيقية، بل درر لا تقدر أي واحدة منهم ولو بأموال الدنيا كلها، ولكن لكل واحدة فيهم مسار مختف لدى في أسلوب المعاملة خاص بها وحدها.
مثلاً أحدهما قد يكفينى منها محادثة شهرية، وآخرى أحتاج للتحدث إليها مرة أسبوعياً، وغيرهما ربما لا يكفينى الكلام معها يوميأً، بعض منهم اكتفى بمهاتفتهم ورؤيتهم ولو مرة سنوياً، وآخرون أتمنى لو يقيمون معى في منزلى.
الأمر بالمناسبة ليس اختلاف معزة، أحبهن جميعاً وأقدرهن ولا أستطيع استبدال واحدة بآخرى كل واحدة لها مكانة مخصصة لدى.

ولكن لماذا هذا الاختلاف في المعاملة ؟! هل هي لعبة الصداقة المعقدة ؟!
وإن كانت كذلك على أى أسس رغم كونهن جميعاً صديقاتى المقربات تفرق في طرق المعاملة هكذا ؟!
ربما تكون الصداقة لا تعتمد على طريقة المعاملة بل الأفراد المعنيين بالصداقة هم من يحددوا طرق المعاملة بالاعتماد على شخصياتهم المختلفة.

حقيقة هذا دفعتنى لأبحث عن مفهوم محدد لكلمة "صداقة"، فوجدت مرادفها في المعجم الوسيط : علامة مودة واخلاص ومحبة بين المتقاربين.
إذاً إن توفرت هذه العلاقة التى تتميز بالمودة إلى شخص ما، والمحبة النقية دون أي هدف، والإخلاص له يكون صديقى.

علاقة الصداقة هنا لا تعتمد على أسلوب المعاملة أو البقاء معاً طوال الليل والنهار.
فرب شخص يقيم معك في بيتك لا تتوفر به أركان الصداقة التى تتوفر في صديق قد تراه كل حين.
ربما بعيداً عن أساليب معاملة الأشخاص بحاجة إلى أن نبحث حقاً عن الصديق الحقيقى، فمن يدرى ربما تجده آخر شخص تتوقعه أن يكون صديقك.


Dina ~ 23-7-2013


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق