الثلاثاء، 2 يوليو 2013

2- الموهبة والرغبة



" أنا لا أمتلك أي موهبة للكتابة، بل أمتلك الرغبة القوية للتعبير عما بداخلى، ومحاولة لاخراج أفكارى المحتجزة داخل عقلى لترى النور على الورق"

هذا ما أردده دوماً للأصدقاء وللعائلة والمقربين حينما يسألوننى عن الكتابة، وحينما أفكر الآن وأنا أكتب في هذا الأمر أشعر بغموض شديد حول كلمة "موهبة"، ما المفترض أن تعنيه هذه الكلمة ؟

المرادف اللغوى لكلمة "موهبة" في المعجم الوسيط : الاستعداد الفطرى لدى المرء للبراعة في فن أو نحوه .
إذاً فالموهبة تنبعث من الاستعداد الفطرى لدى المرء، ومن هنا يأتى السؤال التالى: هل يولد الشخص بالاستعداد لأمور معينة دون غيرها ؟! هل من المفترض أن تكون هذه نقاط القوى الخاصة بكل فرد ؟!

وماذا لو رغب الشخص بشئ ما وتعلق به قلبه ولم يكن لديه الموهبة به ؟!
بالطبع أرى الكثير بعين الخيال يهتف قائلاً: يبذل قصارى جهده، وسوف يستطيع تحقيق مالا تحققه له الموهبة.
ولكن هنا يأتى السؤال الأهم: هل يضمن التميز به إن فعل ذلك ؟!

أتذكر حينما كنت صغيرة كنت عاشقة للرياضيات، بأقل مجهود أستوعب وأدرس وأتميز أيضاً، وكانت لى صديقة تكره الرياضيات حقاً، ولكنها رغبت في التفوق من كل قلبها، اجتهدت واجتهدت واجتهدت .
أتذكر أنها كانت تجلس للدراسة أكثر من اثنا عشر ساعة يومياً، بينما أدرس أنا ساعة واحدة ورغم ذلك كنت أكثر تميزاً منها في هذا العلم.

حينما أفكر الآن في هذا الأمر اكتشف أن الموهبة والفطرة التى يمنحها الله لكل فرد هذه هى نقطة تميزه، بالموهبة مع الاجتهاد تستطيع التميز .
أجل ربما يكون هذا صحيح، وربما يكون أيضاً هذا هو مفتاح اظهار عبقرية كل شخص وتميزه.

ولكن ماذا عن الرغبة ؟! وماذا عن الأحلام ؟! ماذا لو أحببت شيئاً وبشدة وتعلق به قلبى، ورغبت به لدرجة تملكت كل حياتى، ومع ذلك أثق يقيناً بعدم امتلاكى للموهبة في هذا الأمر ؟!
الأمر يمكن التحقق منه ببساطة حينما تبذل كل الجهد في أمر ما، ويأتى شخص ليس لديه أى خبره يتميز عليك بفطرته.
أثق ثقة عمياء أنك لن تفشل مادمت قد بذلت الجهد، "فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً"، ولكن هل تستطيع التميز حقاً ؟!

بالتفكير في الأمر، هل يجب على المرء أن يركز كل مجهوده في مواهبه، ويترك رغباته جانباً من أجل التميز ؟!
حينما أفكر في ذلك بعقلى أجد أن هذا أمر واقع، إن بذلت المجهود في شئ موهوب به سوف أكون مميزة بل سوف أكون لا مثيل لى في هذا العالم، وربما أيضاً أجد طريقى الذى أبحث عنه، على عكس التفوق في مجال بالمجهود فقط دون الموهبة.
ولكن حينما يصل الأمر إلى قلبى أجدنى أصرخ بأنى أستطيع تحقيق ما أريد برغباتى فقط، أستطيع أن أصل فقط لأنى أريد ذلك.

الآن أشعر يقيناً أن الموهبة والرغبة وجهان لعملة واحدة وهو الطموح، ومن يدرى ربما برغبتك التى قد تصل لحجم السماء قد تستطيع أن تذرع الموهبة بداخلك وتتميز فيما تريد حقاً !

حقاً أنا لا أمتلك أى موهبة للكتابة، فقط أمتلك الرغبة للاستمرار في التعبير عما بداخلى، والآن أشعر أنى أريد أن أستمر حتى أتمكن من زرع تلك الموهبة في داخلى، والتميز بصورة لا مثيل لها في هذا العالم.
                                          
                                                                                                                

                                                                                               Dina  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق