السبت، 13 يوليو 2013

13- ملف المستقبل ~ ذكريات للحياة




حينما أشاهد الآن سلسلة ملف المستقبل التى أمتلكها إلا القليل جداً من أعدادها، أشعر بالدهشة من سنوات عمرى التى كبرت يوماً بعد يوم مع هذه السلسلة.

البداية، لقد كانت البداية بعيدة جداً حينما بلغت من العمر ست سنوات كنت وقتها مازلت أتعلم القراءة، وكان أخى الذى يكبرنى بثلاث سنوات لديه القليل من أعداد رجل المستحيل وملف المستقبل.
وبدأ المبدأ القائل "كل ممنوع مرغوب" يسيطر علىَ حينما أخبرنى أخى مراراً وتكراراً أنى لا أقترب من أي كتيب من كتيباته، وبدأنا يخرج هو ليلعب بخارج البيت وأتسلل أنا لغرفته لأخذ عدد من أعداد "رجل المستحيل" لأقرأ منها ما أستطيع وأعيدها قبل أن يعود إلى المنزل، حسناً للإعتراف بالحق لولا أخى ما كنت تعلقت بالقراءة لهذا اليوم.

كنت أشعر أن سلسلة "ملف المستقبل" سوف تكون صعب قراءتها، ولكن يوماً ما في أجازة الصف الأول الإبتدائي وصلت إلى يدى رواية "مدينة الأعماق" العدد الثالث في السلسلة، ولم أتركها من يدى إلا حينما أنهيتها تماماً، لقد استغرق منى الأمر حوالى ثلاث أشهر، لقد كنت مازلت استهجى القراءة وقتها.
بعد نهاية هذا العدد ونهاية أجازتى الصيفية أيضاً أحببت حقاً القصة رغم أنى لم أفهم الكثير منها ككيفية توصل النقيب/ نورالدين لمن سرق الجهاز من المدينة تحت الأعماق، ولكن أكثر ما ثبت في ذاكرتى في هذا الوقت دور د/ رمزى الطبيب النفسى وعقدة م/محمود تجاه الأعماق، وأكثر ما أعجبنى خلو الرواية من كمية العنف المتسم بها سلسلة "رجل المستحيل" والذى لم تكن ترق لى، ومنذ ذلك اليوم بدأت رحلة طفولتى مع القائد/ نورالدين محمود وفريقه.

لم أكن أدرى وأنا أقرأ سلسلة "ملف المستقبل" أنى قد أحب شخصية خيالية وأتعلق بها لهذا الحد كما أحببت شخصية القائد/ نورالدين، لقد انبهرت بشخصيته وعقليته العبقرية واهتمامه الشديد بالآخرين ومشاعرهم، وكره للعنف حتى لو على حياته، وإيمانه القوى وتواضعه اللامتناهى رغم انتصاراته المتكررة، وكذلك حبه الشديد للوطن، والمزيج الرائع الذى يتمتع به من الحب والحنان من ناحية والصرامة والقسوة من الناحية الآخرى، لقد أصبحت شخصية نور هى القدوة لى التى أبحث عن أي مثيل لها في هذه الحياة دون جدوى، وبدون وعى أصبح القائد/ نور هو أبى الروحى الذى أحاول أن أقتاد به في كل شئ يفعله.

وأهم ما كان يميز السلسلة بالنسبة لى روح الفريق التى كانت تنمو يوماً بعد يوم عبر أعداد السلسلة شيئاً لم أجده في العديد من الروايات الآخرى، كل شخص مهما يكن له دور مميز لا يمكن الاستغناء عنه، لقد رسمت لى طريقاً في مفهوم التعاون والعمل الإجتماعى.

أن تكون القائد فأنت المسئول، هذا ما كان دوماً يشعرنى به القائد/ نور في تعامله مع كل المواقف، وكذلك العديد من النظريات التى وجه لها د/نبيل الضوء في السلسلة كالسفر عبر الزمن، والانتقال بين الأبعاد، والكواكب المتشابهة وغيرها وغيرها جعلت خيالى جامحاً منذ نعومة أظافرى، وربما كانت هذه أحد الأسباب الرئيسية لشغفى الشديد بالإنمى بعد ذلك.

حينما أرى الآن أعداد ملف المستقبل التى أمتلكها وأمتلك الجرأه لأبدأ بقراءتها وتحليلها كعمل أدبى، أشعر بجميع ذكريات الطفولة تتحرك بداخلى وتحثنى أن أبدأ دون تردد، ولكن بداية أحببت أن أشكر د/نبيل فاروق على هذا العالم الذى بناه وسمح لى بأن أعيش طفولة لن أنساها بين جوانبه، ربما ليس هذا عالم مثالياً ولا بناءاً قوياً، وربما أيضاً به العديد من نقاط الضعف الأدبية التى سوف أشعر بها حينما أقرأ السلسلة الآن كعمل أدبى، ولكنها رغم ذلك صاحبت رحلة طفولتى منذ أن كان عمرى ست سنوات حتى هذه اللحظة.

شكراً د/نبيل فاروق.
شكراً للقائد/ نورالدين محمود 
        
Dina
                                      

هناك تعليق واحد: