الجمعة، 12 يوليو 2013

12- لعبة الموت


حينما كنا صغار كنت أعتقد أن الموت بعيداً، بعيداً جداً ،
بالطبع أنه ليس بهذا القرب، انه يقتصر دوماً على كبار السن ،
ربما يطول أحياناً من فقد الأمل بهذه الحياه، من يعيش بلا هدف ،
لكن رغم ذلك فهو بعيد لا يقترب منا أبداً .

حينما أنضجتنا التجربة ، فهمت يقيناً أن الموت قريب، قريب جداً ، بل ربما أنه أقرب إلينا مما نتصور جميعاً،
نحن نتنفس الموت مع كل شهيق، ونلفظه مع كل زفير ،
ذلك الموت الذى خطف أبى وهو لم يحقق أحلامه بعد، لقد كان يمتلك حقاً أحلاماً بحجم السماء ،
إنه نفس الموت الذى يخطف يوماً بعد يوم زملاء دفعتى، رغم انهم ما زالوا في مقتبل العمر ، لم يبدأوا عيش حياتهم بعد ،
حقاً لماذا لم يمهلهم الموت القليل، القليل فقط قبل أن يحصدهم جميعاً.

ولماذا يتناسى الموت هؤلاء المتألمين الذين يرغبون في الرحيل، يتمنون مراراً وتكراراً انهاء حياتهم بلا جدوى، لماذا هنا يتمهل الموت عليهم ؟

من منا يستطيع أن يفهم لعبة الموت ؟ ومن منا يمكنه أن يفهم حكمه الخالق ؟!
إنها اللعبة الغامضة التى تترك من لا يرغب في الحياة حراً طليقاً، وتحصد باستمرار المتمسكين بها ،

حسناً دعونا نعترف أن هناك من يموتون كل يوم ولا يستحقون أن يموتوا، وهناك من يعيش ويستحق الموت بكل جدارة، أقلها مادمنا لن نستطيع أن نمنح الموتى الحياه، ربما لا ينبغى أن نحكم على من يحيا بالموت.

في النهاية إنها ليست لعبتنا ولا تقديرنا نحن، إنها لعبة الموت، وهو فقط يعرف كيف يديريها، وقريباً جداً أو بعيداً جداً سوف يكن كلا منا أحد أطراف هذه اللعبة.

Dina

هناك 3 تعليقات:

  1. اللهم أحسن خاتمتنا = )
    أعجبتني التدوينة فيها من البساطة ما يكفي لِيصل شعور لا تُعبرُ عنه الكلمات .

    ردحذف
  2. قريبا سوف يكن كلا منا أحد أطراف اللعبة
    الطرف الخاسر دوماً !

    لا أحد فعلا يفهم لعبة الموت.

    ردحذف
  3. ربما تكون نعمه
    وقد تكون نقمه
    الأكيد أنها حكمه
    اننا لانعرف أبداً
    أى لحظه قد تكون الأخيرة

    لذا وجب أن نعمل لدنيانا كأنما نعيش أبداً
    ونعمل لآخرتا كأنما سنموت غداً

    أن توازن بين الإثنين
    تلك هى المعادله الأصعب !!

    ردحذف