الأحد، 7 يوليو 2013

7- قطار المستقبل




" غداً، سوف أستقل القطار وأتحرك بالتأكيد نحو مستقبل أفضل "
هكذا همست أمل لنفسها قبل أن تغمض عينيها منتظرة اشراقة يوم جديد.
كانت هذه هى الكلمات التى ترددها كل ليلة حتى لا تفقد الأمل في الغد.
ولكن الغد لم يكن يأتى مطلقاً بالنسبة لها من أجل أن تتحرك لمستقبل أفضل.
كل يوم يشبه اليوم الذى يسبقه تدور فى دوائر مفرغة دون أن تتحرك للأمام.

" ولكن بالطبع اليوم سوف أتحرك لبناء مستقبل أفضل "
هكذا هتفت أمل بحماس في صباح اليوم التالى وهى تتذكر أن أباها قد أطلق عليها أمل حتى لا تفقد الأمل. مطلقاً. ولكن رغم تمسكها بأمل مشرق لا تصاحبه بأدنى حركة فعل نحو المستقبل
إنها دوماً في حيرة وصراع داخلى بين بقاءها في ذات النقطة التى تقف بها خوفاً من أن تخسرها أو التحرك نحو نقطة آخرى متأملة في غد أفضل.
كل يوم تتمسك بالأمل التى لا تمتلك غيره أنها سوف تتحرك وتبدأ بالعمل، ولكنها تتخاذل يوماً بعد يوم دون أن تتحرك خطوة واحدة.

" يالها من حيرة "
همست أمل بذلك وهى تنظر إلى السماء، كانت تشعر بأنها في حيرة لا تستطيع الخروج منها.
مرت سنوات عليها وهى لم تتغير، ظلت كما هى ولم تتحرك قيد خطوة.
كانت ترى جميع من يحيطون بها كل منهم يركض في اتجاه يبذلون جهدهم، قد يفشلون أحياناً وينجحون أحياناً دون أن يفقدوا الأمل في الاستمرار.
لقد خافت التقدم خوفاً أن تخسرهم وتخسر ما وصلت إليه وتمسكت بمكانها وبما قد وصلت إليه سابقاً ولكنهم جميعاً رحلوا وقد تركوها خلفها.
منعها الخوف أن تلحق بهم في  سباق الحياة، والآن هي عاجزة عن اللحاق بهم وكذلك غير قادرة على الوقوف مكانها دون أدنى محاولة للحركة للأمام.

ابتسمت أمل قبل أن تنام في هذا اليوم وهى تهمس لنفسها:
 " بالطبع غداً سوف أستقل القطار وأتحرك بالتأكيد نحو مستقبل أفضل "
ولكن متى قد يأتى هذا الغد ؟

                                  Dina      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق