الخميس، 18 يوليو 2013

18- شوق

"حينما تشتاقين لتؤدى الصلاة، سوف تصلين في تأديتها إلى أعلى المراحل، وسوف تشعرين بالخشوع"

أظننى سمعت هذه العبارة كثيراً منذ أن كنت طفلة، ولم أفهمها أبداً مهما مر بى من العمر، في الحقيقة لم أستطع أن أستوعب كيف أشتاق إلى أمر ما أقم به بصورة يومية أكثر من مرة.
أليس من المفترض أن يأتى الشوق من البعد ؟!

أتذكر حينما أكن على سفر أو على مرض ولا أستطيع الصلاة وأبدأ بالصلاة مجدداً أشعر بشغف وحنين لشئ أفتقدته، ولكن إن كنت مواظبة على صلاتى فكيف أشتاق إليها ؟!

ربما المشكلة في الأمر كله أنى لا أفهم ما المقصود بكلمة "شوق"، أو ربما لأنى لم أشتاق لشئ روحانى في حياتى، ولهذا بدأت أن أفكر من أجل أن أفهم هل هناك أي شئ ما أشعر بالشوق من أجله مهما يكون ؟!

ولم أجد في حياتى كلها شئ أشتاق إليه حتى وهو معى وأمارسه يومياً سوى مشاهدة الإنمى، وبالطبع قبل أن أكمل هي ليست مقارنة بين شئ دنيوى وآخر روحانى بل محاولة لفهم مفهوم الشوق والشغف.

أجل أنا أشتاق للإنمى رغم مشاهدتى للعديد من الحلقات يومياً، بل أشتاق إليه حتى وأنا أشاهده، أشعر أن كل خلية من خلاياي مرتبطة به، وأن عقلى مندمج مع أحداثه، لا توجد قوى على هذه الأرض قادرة على اخراجى من هذه الأحداث قبل أن أنهيها، أحلم به حينما ابتعد عنه، أفكر فيه في كل وقت، أجل أشعر بشوق شديد له لم أشعره في شئ آخر في حياتى.

ربما لأن الخالق سبحانه وتعالى أخبرنا أن الطاعات طريقها شاق، ولكن بالتفكير في مشاهدة الإنمى فالأمر ليس باليسير على الإطلاق، أن تبقي عدة ساعات قد تصل إلى اثنا عشر ساعة يومياً أمام حلقات الإنمى محافظاً على تركيزك ومقاوماً لأى ارهاق أو ألم ليس بالأمر اليسير، فلماذا إذاً لا أستطيع الشعور بالشوق في الصلاة كما أشعر بالشوق للانمى على سبيل المثال.

أنا أحب الإنمى بل هو جزء من كيانى كله، ولكن أيضاً أحب الله إنه يمتلك كيانى كله وليس جزء منه، ربما هنا المفهوم تجاه الصلاه هو الخاطئ لدى !
ربما إن فكرت أن الصلاة هي الطريقة لمقابلة الله عزوجل وليست عبادة مجردة فسوف أمتلك الشوق ذاته وأصل بصلاتى لأعلى درجاتها، وربما أنا بحاجة إلى أن أعمق مفهومى أكثر عن الدين، وأعرض الله بصورة أفضل مما أعرفه وحينها قد أشعر بهذا الشوق التى أنتظره يقيناً.

انتظر من قلبى تلك اللحظة التى أشتاق فيها إلى الصلاة وربما أضعاف اشتياقي للانمى.


Dina


هناك تعليق واحد:

  1. سَيصلُ قاربكِ الممتد عبر الدنيا كلها ذات يوم للوجهة التي أردتها , مؤسفٌ من سيقول لكِ بأنه لا وجه مقارنة بين ما طرحتهِ لكني أرى الجمال في التأمل ولو كنتُ سأصلُ إلى الله لو تأملتُ في سلةِ القمامة فلا بأس إذن ... فربنا كبيرٌ ويسعُ كل ما تواردت به خواطرنا , ونعم معكِ حق حين قلتِ أن الصلاة هي طريقٌ للقاء الله ولو أننا ندرك نحن في حضرة من لما تجرأ أحدنا على أن يسهو ثانية واحدة ... ولهذا رزقنا الله قدرة النسيان هذه ننسى فنتألم ونخجل ثم نعود نادمين ومشتاقين ... بوركتِ يا صديقتي بوركتِ = )

    ردحذف